أهمية منطقة العوجا الطبيعية

أهمية منطقة العوجا الطبيعية

 

 

1.مقدمة

 

تقع منطقة العوجا الى الجهة الشمالية الغربية لمدينة أريحا على بعد قرابة العشرين كيلومترا منها، وهي عبارة عن شبكة من الأودية الجانبية الصغيرة التي تلتقي وادي واحد يتجه من الغرب الى الشرق ليرفد بذلك نهر الأردن. و يعتبر هذا الوادي واحدا من الأودية الضحلة الضيقة ذات الجريان الدائم بفعل قوة عيون الماء المغذية له (عيون العوجا و عيون سامية) وانحساره بين الجبال المحيطة به التي تقلل من ازدياد المساحة السطحية للماء في الوادي، في حين تجتاحه مياه الفيضان السريعة و القوية لفترات محدودة خلال فصل الشتاءا خصوصا مع مواسم الأمطار الجيدة.

 

تبلغ مساحة هذه المنطقة قرابة الخمسين كيلومترا مربعا، تقع ضمن اقليمي البادية العربية و سوداني شبه الاستوائي واللذان يمتازان عموما بمناخ حار، حيث تبلغ معدلات الحرارة السنوية العشرين درجة مئوية، في حين تكون معدلات درجة الحرارة الدنيا فيها قرابة العش درجات مئوية. بينما تصل درجات الحرارة القصوى في فصل الصيف الى 45 الى 48 درجة مئوية. 

 

معدلات الأمطار تتراوح في هذه المنطقة ما بين 50 الى 150 ملم تتفاوت وفقا للاقليم والارتفاع و الانخفاض عن مستوى سطح البح والذي يتفاوت بدوره ما بين مئة فوق سطح البحر و مئة تحته.

 

 

 

2.مالذي يجعل من العوجا منطقة أراضي رطبة مهمة

 

تعتبر العوجا جزءا من حفرة الانهدام. وهي تشكل منخفضا محاطا بالجبال تنقاد اليه شبكة من الأودية و مسايل الماء بما تحمله من ماء الشتاء في المنطقة و المناطق المجاورة الأكثر ارتفاعا (خصوصا من منطقة رام الله) و من الينابيع وعيون الماء التي تتفجر من باطن الأرض، لتلتقي هذه الأودية مكونة واد واحد يحمل الماء الى نهر الأردن، وبالتالي تتشكل في هذه المنطقة وعلى طول منابع المياه و مجاريها مساحات من الأراضي الرطبة (الماء العذب أو العذب الذي تشوبه بعض الشوائب بفعل الجريان) التي تنحصر بالجبال المحيطة.

 

هذه التشكيلات الطبوغرافية، النظام المائي، الموقع ضمن اقليمي البادية العربية و الاقليم السوداني شبه الاستوائي بالاضافة الى العديد من العوامل الأخرى جعلت من هذه المنطقة منطقة حيوية طبيعية هامة، ترعى من خلال الموائل الطبيعية التي توفرها بفعل خصائصها عدد كبيرا جدا من اشكال و مظاهر الحياة الفطرية النباتية و الحيوانية.

 

 

 

3.الموائل الطبيعية في منطقة العوجا:

 

1.1.منطقة أحراش القصب

وهي منطقة قريبة من ينابيع المياه و المنطقة التي تسمى فم الوادي. حيث يوفر هذا النوع من الموائل الطبيعية غطاءا نباتيا خاصا من نبات القصب خصوصا ونباتات مائية أخرى كالحلفا ، بالاضافة الى عدد من أشجار النخيل واشجار الطرفة والتي تنمو على مسافات أبعد قليلا عن الماء. يعتمد بقاء وفاعلية هذا الموئل على استمرارية جريان الماء والذي لو توقف لفترة معين لجفت هذه النباتات المائية لتغدو قليلة الفائدة لبقية الكائنات الحية و مظاهر الحياة التي تعتمد في وجودها على هذا النبات أو ذاك.

 

أم الحيوانات التي تألف هذا النظام فهي الخنزير البري، الثعلب الأحمر، الذئب، قط الأدغال، الوشق، القوارض بالاضافة الى الغزلان التي تأتي الى موقع عيون الماء للشرب. بالاضفة الى انواع عديدة من الزواحف والحيات و البرمائيات. كما يعتبر هذا النوع من الموائل بالغ الأهمية لأنواع من القشريات والرعاشات وغيرها من اللافقاريات.

 

 

أم الطيور التي تعتمد على مثل هذه الظروف المعيشية فهي اللقالق بأنواعها، الهوازج، السماك وغيرها من الطيور المغردة.

 

1.2.منطقة الأشجار

يتركز تواجد هذه الموائل الطبيعية خصوصا في المناطق الجافة على طول الوادي، وهي مجموعةمن المناطق الغير مترابطة و الموزعة وفقا لتوزيع المناطق الجافة حول الوادي و حول بطون التلال المحيطة بها الوادي. وتنمو في هذه المناطق أشجار الطرفة و السدر والسيال. يعتبر هذا المؤل مناسبا ومهما للعديد من الثديات، الزواحف و الطيور سواءا كموقع يجدون فيه الغذاء أو كمنطقة للتعشيش. ومن أنواع الطيور التي تستفيد من هذه المنطقة السماك أبيض الصدر، الصرد بالاضافة الى طائر دوري البحر الميت وهو طائر مقيم ويتواجد في العالم فقط ضمن منطقة حوض البحر الميت. 

 

 

1.3.الأحراش المائية المالحة والضحلة

تتكون هذه الموائل خلال فصل الشتاء غالبا، عندما يفيض الماء على جانبي الوادي في المناطق التي تبتعد فيها الجبال عن بعضها قليلا، فتتكون مساحات من هذه الأحراش على الجانبين. وتعتبر مثل هذه الموائل بالغة الأهمية للطيور المائية المهاجرة وللعديد من الأصناف النباتية و الحيوانية كالطحالب و نبات السمار وللعديد من القشريات و البرمائيات.

 

1.4.منطقة بطون الجبال

وفي هذه المنطقة نشاهد نباتات الرتم و الغيصلان و النتش لتكون في مجملها منطقا جيدة جدا للعديد من الزواحف و القوارض، بالاضافة الى حيون الوبر و النيص و الثديات كالثعلب الأحمر وابن أوى.

 

 

 

4.ما هي فوائد منطقة العوجا

1.5.الأهمية الفيزيائية

 

تكمن الأهمية الفيزيائية لمنطقة العوجا كمنطقة رطبة عموما بالأدور التالية:

  • السيطرة على مياه الفيضان
  • تغذية و اعادة تغذية أحواض المياه السطحية
  • المحافظة على استقرار وثبات الحيود البحرية
  • الحماية من العواصف
  • استقبال و تثبيت الترسبات التي حملتها مياه الفياضانات و جريان الماء بالاضافة الى ما تحمله من مواد غذائية تغذي التربة
  • التخفيف من حدة التغيرات المناخية
  • تنقية الماء

1.6.الأهمية البيولوجية

كما بينّا فان الأراضي الرطبة في منطقة العوجا كونت مزيج من الأنظمة الحيوية و الموائل الطبيعية التي تعتبر ملاذا لعدد كبيرا جدا من اشكال الحياة الفطرية، وهي تقدم نماذج لكائنات حية تعيش في اقليم البادية العربية وأخرى تعيش في ظروف المناطق السودانية شبه الاستوائية.

 

 

1.7.الأهمية الجمالية

لا يتاج الزائر الى العواجا الى الكثير من الوقت ليوقن بأنه يستمتع بمجموعة فريدة من التحف الجمالية التي أبدعها الخالق في فلسطين، فهي مزيج من الصحراء و الماء، مزيج من الألوان في السماء و الأرض بالاضافة الى كونها تغص بأشكال الحياة المختلفة.

1.8.الأهمية الاقتصادية

تكمن البدائل الاقتصادية التي توفرها العوجا بالتالية:

  • مصدر لمياه الشرب
  • السياحة
  • الزراعة
  • الرعي

1.9.الأهمية الاجتماعية

 

ارتبط سكان العوجا من المزارعين و البدو كغيرهم من الفلسطينيين بأرضهم، و تلعب منطقة العوجا دورا هاما كمنطقة رطبة بالتأثير على نشاطات و سلوكيات وحتى على عادات وتقاليد سكانها، فلكل نشاط موسم ارتبط به. وتجد في كثير من الأحيان سكان العوجا يعتصرهم الألم كلما جفت عيون الماء أو عندما يتأخر سقوط المطر، فقد ارتبطت حياتهم، كغيرهم من الكائانت الحية التي تأوي الى العوجا بمياه سماء وأرض العوجا، بجبالها و وديانها، بمزارعها، بطيورها و حيواناتها.

 

 

 

5.المشاكل و الأخطار التي تحيق بالعوجا كمنطقة طبيعية

 

  • الضخ الجائر للماء
  • سوء توزيع واستخدام الأراضي
  • نشاطات الزوار و السياح الغير بيئية، كاقتلاع النباتات، قتل الحيوانات و الطيور و القاء النفايات
  • الرعي الجائر
  • المبيدات الحشرية و سوء استخدام الماء في الزراعة
  • الصيد الجائر